الخميس، 31 مارس 2011

الالام وامال

بعد ان تغير واقع مصر وأحيتنا الثورة من جديد وجدت اننا كنا نعيش فى مستنقع مجارى ولكنه كبير . و أثبتت كل التجارب أننا كنا نسعى للهروب من الواقع المرير الذى نحيا داخله الى واقع أمر وهو الغربة والذل خارج الوطن ولكن الكل كان يرى أن هذا الذل أهون من ان نعيش فى هذا المستنقع القذر ولم اكن اسفا عن وصفه بالقذر . والذهاب بلا عودة عن المستنقع هو الوضع الصواب . أرى أن من غير الطبيعى أن يعيش الانسان فى مجتمع أصبح لا يعيش . مات وأستغرق فى موته . ( جهل - فقر - عنوسة - سرقة - رشوة - دعارة - فساد )

* أين خلق الله العقل الذى يتحمل كل هذا ؟

مجتمع كنا نرى فيه أحلامنا مشهد موتنا كيف سيكون البكاء علينا وكيف سنغسل وندفن . لم تكن أحلام وردية تدعو لمستقبل أفضل لنا ولأولادنا كما كان يدعو دائماً الحزب الواطى اللاديمقراطى من خلال رئيسه المخلوع والقائمين عليه مستقبل أفضل من خلال عبارات الموت والهجرات الغير الشرعية التى كانت تودى بحياة الالاف . مستقبل أفضل من خلال كيفية أن تكون رخيص بلا ثمن وينتهى بك الحال حين يسمع أهلك اسمك فى كشوف الاموات غرقاً. وطنا كان يعيش بلا شعب وطنا كان يعيش بلا قلب .

الكل يجمع الان أننا عرضى لأى هجوم او تهديد عسكرى خلال الفترة الحالية نظرأ لأنشغال قواتنا المسلحة بأمور الوطن الداخلية وهذا يهدد أمن الوطن ولكن الصواب هو أننا كنا عرضى للخطر العسكرى فى السنين الماضية نظرأ لما كان يعانيه هذا الوطن من تفريغ كامل لمحتواه الداخلى ألا وهو الشعب . الشعب الذى لم يكن يملك أى قوة ليدافع بها عن أرض هذا الوطن .

عشت كثيراً مقيد لم أستطع أن أبوح وأمسك بقلمى لأكتب حقيقة سوء ما أرى كنت مقيد وحبيس داخل قلمى . قلمى الذى كثيرا ما كان يصرخ فى يدى لأكتب ولكن ماذا أكتب وكيف اكتب هل أكتب وأبوح لفضح ما أرى وفى النهاية أجد نفسى محاطاً بعدد من كلاب النظام يسوقوننى الى الهاوية وبلا تهمة . هذا الشعب عانى كثيرا وذاق المرار كثيراً وكثيراً ولذا فلن نسمح لأى شخص تسول له نفسه ان يتلاعب بنا وبأحلامنا المشروعة فى أن نعيش كراماً تحت ظل علم مصر.

أعلم ان ما كتبت الان يبوح بعميق الاسى والحزن عما كان فيما مضى ولكن كلى امل ان يظل هذا فيما مضى ولا يتجدد