السادس من أكتوبر .... دائماً ما يمر هذا التاريخ ليذكرنا جميعا بمجد مصرنا العزيزة يذكرنا بانتصارنا فى حرب الكرامة على عدو متغطرس أخذه الغرور المزيف الى حلم لم يكن ليتحقق ... حلم وأده الجندى المصرى الذى كان يحلم بتحرير كل شبر من ارض هذا البلد .
لم اكن اعى فى يوم معنى الحرب ولا أعرف ما تعنيه ولكن كان لأبى ومدرستى دور فى معرفتى بتاريخ هذا النصر العظيم وأعتقد أن لأبائنا جمبعا ومعلمينا دوراً فى هذا فكانوا دائماً يقصوا علينا ذكرى هذا اليوم. كم كنت أطوق لمجىء هذا اليوم حتى يقص لى أستاذى تفاصيل هذا اليوم العظيم ووقائع العبور وكنت أنتظر حصة الرسم لأعبر بقلمى وألوانى عن نصر أكتوبر العظيم .
وكان لى صديق فى المرحلة الابتدائية دائماً ما كان يشاركنى كل أنفعالات وأحاسيس هذه الاجواء العظيمة وكان دائماً ما يذهب الى مدرس الدراسات الاجتماعية ليدعوه ان يقص علينا حكايات أنتصار أكتوبر .... وعندما أذهب الى البيت أجد أبى يستمع الى الاذاعة المصرية وهى تذيع اجمل الاغانى الوطنية للعندليب وغيره من الفنانين الذىن شدو فى وصف هذا الانتصار الخالد وكنت دائماً أحب ان استمع الى اغنية " بسم الله ... الله اكبر ... بسم الله ... بسم الله " ثم أتوجه لمشاهدة عدد من الافلام التى لم تتغير حتى الان والتى حفرت فى ذاكرة السينما المصرية أحتفالا بنصر اكتوبر المجيد مثل "حكايات الغريب" ‘ " الطريق الى إيلات" ‘ " الرصاصة لا تزال فى جيبى " لدرجة اننى مازلت احفظ بعض المشاهد وحوارها . وكنا كثيرا ما نلعب انا واصدقائى بجانب المنزل ونمثل هذه الافلام ,وكنت أقوم فيها بتمثيل دور الجندى المصرى بأنفعالات صادقة وأحساس الفخر والعزة بوطن حارب من أجل حرية الارض والتاريخ
حينما كنت أرى هذه البدلة العسكرية ذو اللون الذى يشبه رمال الصحراء المصرية كنت ألتفت إاليها بأعجاب شديد . والان وبعد مرور ثمانية وثلاثون عاماً وفى ظل ثورة يناير العظيمة أشعر وأن لمصر مستقبل يوازى تاريخها العظيم الذى حفرته دماء الشهداء و امتزج برمال هذا الوطن العظيم .. حفظ الله مصر وشعبها ووفقنا جميعا الى ما فيه كل الخير