لم نكن نتوقع أن يظل نظام المواكب الذى
عاهدناه فى النظام البائد . وتعاشينه معه لسنين ونحن نرى أكبر شوارع
العاصمة وهى تغلق حين يمر الرئيس السابق أو أحد الوزراء السابقين ويقوم
رجال الداخلية بمراقبة الطرق من أسطح المنازل وأنتشار القناصة الخ . كل هذا
فقط لمجرد المرور من أحد الشوارع . وكنا نأمل ان يرزقنا الله بعد ثورة
يناير برئيس ومسؤلين يمحوا من ذاكرتنا هذه الظاهرة القميئة ولكن للاسف ظل
الحال كما هو عليه وظلت المواكب نفس المواكب فى حين اننا توقعنا أن يزيل
الرئيس مرسى كل مظاهر الترف والحماية المبالغ فيها التى عايشناها لعقود
طويلة فى العهد السابق . وتوقعنا أيضا إلا يسمح بأن يعزله أحد عن شعبه .
وتوقع العديد منا أنه سيكون لديه القدرة على مقابلة الرئيس بين الناس كما
وعد دون حواجز أمنية وبروج مشيدة .ثم تطل علينا التقارير لتثبت عكس كل هذا .
فبعد فترة من تولى الرئيس مرسى منصبه أصبح يسير فى حماية ثلاثة الاف جندى
أمن مركزى . ثم أن اتينا الى صلاة عيد الاضحى وصل عدد الجنود الى خمسة ألاف
جندى وثلاثون عربة أمن مركزى ثم تتوالى المفاجأت تباعا لنجد أن هناك عشر
صفوف داخل مسجد " الرحمن الرحيم " لتأمين صلاة الرئيس والادهى هو قيام
فتيات حزب الحرية والعدالة بتفتيش السيدات القادمين الى الصلاة داخل المسجد
مما اثار استغراب وامتعاض الجميع فلم يكن هذا دورهم ومن اين لهم بهذا
الحق !؟ ثم بعد ذلك تنتشر قوات الحرس الجمهورى فوق أسطح المبانى المجاورة
للمسجد حتى تتمكن من مراقية الوضع الامنى . والادهى من ذلك هو دخول
المصلين من اثنى عشر بوابة الكترونية للمسجد ليتحول المسجد بذلك الى ثكنة
عسكرية ....
أما عن الشوراع المؤدية للمسجد فالمشهد
والاجواء كانت غير طبيعية . عمليات تأمين مرورية واسعة النطاق لتنتهى
بحادث اليم راح ضحيته العميد / أسامة حامد مدير ادارة التخطيط بالادارة
العامة لمرور القاهرة عند قيامه بالأشراف على الخدمة المرورية فى محيط
المسجد . وذلك عند قيام سيارة ملاكى كان سائقها مخمورا باقتحام الحواجز
الحديدية وتصطدم به ما أدى الى أصابته أصابة قوية أودت بحياته . وبعد كل
هذا يدخل الرئيس من الباب الجانبى للمسجد .... يمكن للعقل البشرى ان يستوعب
قراءة كل هذا الحد من التامين ولكن فى مكاناً أخر غير المسجد أثناء تأدية
صلاة عيد الاضحى . أى صلاة هذه التى تكبد الدول اموال طائلة وتتسبب فى
خسارة الناس أرواحهم ..
سيادة الرئيس أين هى البساطة التى تحدثت عنها و أوحيت لنا بها ؟
سيادة الرئيس أين هو قربك من شعبك حين تحول بينك وبينه عشرات الصفوف لتامينك ؟
سيادة الرئيس أين هى تلك النظرة المختلفة للمواطن المصرى عن شخص رئيس جمهوريته ؟