تمنيت كثيرا الا اصل فى يوم من الايام الى مرحلة التشائم مما يحدث فى بلدنا الحبيبة "مصر" ولكن شاء بعض الاشخاص ان يصلوا بنا الى طريق مسدود لا نعرف فيها اين نحن ولماذا نحب هذا البلد ووجدوا ايضا الطريقة الصحيحة لتفعيل حب مصر وهى ان نحب مصر من خلال شاشة التلفزيون والاغانى والتاريخ الموجود داخل الكتب كل هذا ما شعرت به انا واصدقائى عندما اردنا الخضوع للحملات الاعلامية التى تناشد الجماهير للذهاب لتشجيع منتخب مصر للشباب خلال مشواره فى بطولة كاس العالم التى شاء القدر وللاسف ان تنظمها مصر.
فى البداية قيل لنا ان رحلة التشجيع ستكون تحت رعاية لجنة الترويج الخاصة بالبطولة ومن خلال احد اعضاء الحزب الوطنى الديمقراطى الذى اتى بالعديد من الحافلات التى ستنقلنا الى الاستاد مباشرة وكان من المقرر ان نعود بعد نهاية المباراة ايضا من خلال هذه الحافلات كان ايضا مقرر توزيع قميص المنتخب علينا وتوزيع اعلام مصر والعديد والعديد من العطايا والهبات التى سيمنحنا لنا الحزب الوطنى ومشرفى الرحلة وبدات رحلة التيه والظلام وسارت الحافلات جميعا فى طريقها الى الاستاد العالمى فى مدينة برج العرب بالاسكندرية .
الاجواء داخل الحافلات كانت تنم عن الانتماء التام والحب الكبير لهذا الوطن العريق الجميع يشجع بحماس والاعلام ترفرف من خلال النوافذ الكل فى حالة سعادة عارمة لأنه ذاهب لتشجيع بلده داخل احدث استادات الشرق الاوسط وعند اول نقطة مرور عند مدخل مدينة برج العرب وقبل حوالى مايقرب من الساعتين على غلق منافذ الاستاد كانت الفاجعة عندما امر احد ضباط المرور سائق الحافلة بالتوقف وعدم المرور فى طريقه للاستاد وقال ان هذه تعليمات الجهات المختصة بوزارة الداخلية.
فما كان امامنا سوى النزول من الحافلة وبدأنا نبحث عن اى وسيلة اخرى تقلنا الى الاستاد فما وجدنا غير سيارة ربع نقل وبدا السائق يسير فى طريقه الى الاستاد ثم توقف وقال لن اكمل الطريق فما كان منا الا ان نذهب الى مشرف الرحلة لنشكو له ما يحدث فقال ليس فى يدى شىء وبدأ بتوزيع تذاكر المباراة وبدأ الجميع يذهب كل فى طريقه كنا اشبه بليلة سقوط بغداد وسارت حاالة من الهرج والمرج من بدأ يجرى فى طريقه الى الاستاد ومنا من اتجه ليوقف احد السيارات لتقله الى الاستاد وبدات انا واصدقائى الجرى حتى بتثنى لنا الدخول قبل غلق بوابات الاستاد وبدانا نجرى ونجرى اشبه بمن يجرى وراء سراب فى صحراء قاحلة وفى النهاية وجدنا سيارة ميكروباص اخذتنا من نصف الطريق لتصلنا امام الاستاد وفى طريقنا للبوابة المحددة لنا اعترض طريقنا احد ضباط الامن لندخل بذلك فى مباحثات اخرى ليتفضل سيادة الضابط بالسماح لنا بالعبور وبدانا الجرى مرة اخرى فى طريقنا للبوابة وكانت الطامة الكبرى عندما وجدنا اعداد رهيبة من المواطنين كلهم يحملون التذاكر ولم يستطيعوا الدخول الادهى من ذلك هو انا كل هذه الاعداد تقف امام الاستاد من الساعة الواحدة ظهرا .
- مسئولى الامن قرروا عدم دخول اى شخص اخر الا من رحم ربى اسف اقصد الا من يحمل كرت او واسطة .
- الوقت يمر ونحن نحاول استعطاف العديد من اللواءات والضباط ولكنهم يرفضون بشدة حتى حانت لحظة الانفجار وبدات الجماهير الهتاف منددين بما يحدث وبانهم تم سرقتهم مطالبين باسترجاع حقوقهم المالية ثمن هذه التذاكر وبدأت قوات الامن المركزى فى دفع الجماهير وضربهم بالعصى .
الاجواء داخل الاستاد حماسية جدا واصوات الجماهير ومشهد الاعلام وهى ترفرف واصوات الاغانى الوطنية استعدادا لبدء حفل الافتتاح مشهد رايناه من خارج الاستاد عندما وقفنا على ربوة عالية من خارج اسوار الاستاد وتحول الحماس بداخلنا الى حسرة وحزن عميق على احوالنا كمصريين .
الوقت الان قرابة السادسة والنصف وكل المحاولات للدخول بأت بالفشل الذريع بعد انا اكد لنا احد المسؤلين انه لا رجعة فى قرار عدم الدخول واكد لنا ايضا ان ما يحدث اثبت فشل مصر فى تنظيم مثل هذه البطولات العالمية الكبرى . وعلى الفور توجهت انا واصدقائى على الطريق المواجه للاستاد لنأخذ اول وسيلة تقلنا الى بيوتا ونحن نحمل كل مشاعر الحزن والسخط على ما حدث لنا وقررنا جميعا فى انفسنا عدم تكرار ما حدث وعدم الذهاب الى اى مكان يمكن لنا ان نشجع فيه مصر. يكفينا ان نشجع مصر من خلال شاشات التلفاز كما اراد المسئولين فى مصر .
هناك تعليق واحد:
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاشت مصر حرة مستقلة
إرسال تعليق