بعد ساعات قليلة يقترع المصريون بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية الاولى نحو الجمهورية الديمقراطية التى عشنا طويلا نحلم بها . هذه اللحظة التى من أجلها ضحى المئات من أطهر شباب هذا الوطن بأرواحهم ومنهم من عاش بأصابة قد تلازمه بقية عمره .
أعجبتنى كثيراًً جملة قرأتها خلال الايام الماضية كانت تقول " عندما تذهب لتنتخب تذكر ان تضع يدك فى الحبر بدل من ان تضعه فى الدم " شعرت من خلالها بتعبير بليغ يحملنا جميعا مسؤلية الحفاظ على حق الشهداء الابرار فى أن نختار رئيسنا الجديد بموضوعية ومسؤلية وليس لمجرد التصويت فحسب .. وليس للاقتناع الشخصى فقط .
ولكن للشعور واليقين بأننا فى قمة الاحتياج لمن يعلم جيدا ويشعر بما عناه هذا الشعب طوال ثلاثين عاماًً هى الاصعب فى تاريخ مصر .وعلينا ان نعترف أننا جنينا كل ما هو سلبى وسىء وتحملنا فوق ما يطيق طاقة البشر من وراء الحكم الفاسد الذى قادنا للجهل والاجهال فى كل شىء وخاصة فى الثقافة السياسية حتى لا يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم . وهذا ما نراه جميعا هذه الايام فابرغم معرفة المصريون معنى الثورة على الظلم إلا ان هناك العديد منهم يجهلون بحقهم فى الثقافة السياسية وكيفية الاختيار بين الصالح والطالح .
أناس كثيرون يراهنون على حنكة الشعب المصرى فى اختيار رئيسه الجديد ولكن لا أحد ينكر أن الجهل بالثقافة السياسية يضعنا جميعا فى نفق مظلم يملئه الخوف من أن يصوت المصريون لمن لا يستحق أن يكون رئيسا لمصر الثورة ....
هذا الخوف الذى لا يغادر نفوس الثوار ونفوس كل من شارك فى ثورة يناير ونفوس أهالى الشهداء لأنه لم يعد هناك أمل لهذه الثورة إلا ان تأتى لمصر برئيس يعرف أنالثورة سبب فى توليه الحكم وان الشرعية الثورية هى القائد الى ان يكون هناك دستور جديد وعليه ان يعدل بين الناس وينقلهم من حياة الفقر والجهل الى الرخاء والعلم والمعرفة والعمل والتطور وإنجاز كل ما هو جديد . ولذلك فمن الصعب قبول من يتفهون من الثورة والثوار ومن يرون أن الثورة جاءت لخراب البلاد وليس لأعمارها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق