السبت، 16 يونيو 2012

"محدش لقى ميدان "



حينما أخذت بقلمى لأكتب هذا المقال . كنت أعود حينها للكتابة بالقلم الاسود الذى يصحابنى دائما فى الاوقات التى أرى أن الرؤية فيها ضبابية وغير واضحة المعالم . كما لم يعد للميان معالم. تزداد الامور تعقيدا ولم يعد للميدان صوت وحتى إن وجد فهو منخفض وضعيف .. يمكن ان يرى البعض أن ما أكتبه كئيباًً أو أنه ليس من الفمروض أن اكتب بنبرة اليأس ولكن هذه هى حقيقة شعورى وما رأيت . ميدان التحرير قد مات قتلته النخبة الثورية . النخبة التى كانت تشد من أزر الثوار وتقوى من عزيمتهم فى الايام الاولى لثورة يناير . النخبة التى رأى فيها العديد من الشهداء أنهم قادرون على تكملة المسيرة والعبور بسفينة هذا الوطن الى بر الامان وحينما أستشهدوا أستشهدوا بدون خوف او شك فى ان حقوقهم ستعود وأن وطمهم سيحيا بكل عزة وكرامة قما كان منهم إلا أن يضحوا بأرواحهم فى سبيل هذا الوطن الغالى . ولكنهم لم يتخيلوا ان من سيضيع حقهم هو من وثقوا فيه . لن استمر كثيرا فى قول" النخبة " بدون أن تعرفون من هم " النخبة الثورية " . هم الاستاذ حمدين صباحى . و الدكتور أبو الفتوح والمستشار هشام البسطويسى والدكتور سليم العوا والاستاذ خالد على وغيرهم ممن كانوا شركاء أصليين فى هذه الثورة. فبرغم  تأيدى الشديد لهم وحبى وأحترامى لشخصهم إلا انه من المؤسف أن نجدهم يختذلون الثورة بشعارات رنانة بعد خساراتهم فى الجوالة الاولى من الانتخابات الرئاسية . و الان يقاطعون ويشككون .

فأين كنتم من ذى قبل . لم لا توحدون الميان وثواره مبكراًً ؟ لماذا اردتم السلطة والمنصب ونسيتم أنه كان بامكانكم الافضل لمستقبل مصر . الان يتكالب الذئاب على الصورة وميدانها ليقضوا تماماً عليها . الان لم يعد من يصارع على أستمرار الثورة هم الثوار فقط ولكن ميدان التحرير أيضاُُ يصارع ليظل رمز هذه الثورة بعد أن أصبح مقسم ومشتت . تسيرقليلاًً فتجد المنصة الرئيسية تحمل الشيخ / مظهر شاهين والاستاذ خالد على وبعض من فنانوا الثورة . وعلى أقصى اليسار تجد الشيخ / صفوت حجازى منفرداًً وحوله مجموعة من شباب الاخوان المسلمين . وفى جانب أخر من الميدان تجد شباب الالتراس الذين لا يزالوا يبحثون عن ثأرهم . وأينما تواجدت تجد المليونية ذو الفصائل والاقسام والتى تحث على الانقسام . ميدان لم يعد يعرف معنى الوحدة وفقد رونقه وهيبته و أختذل فى انه مجرد مكان يتجمع فيه كل من يريد إحياء الثورة ولكن بدون تفكير وبدون هوية ثورية حقيقية .


أعترف بأنى ضللت الطريق ولأول مرة فى ميدان التحرير رغم أنى على دراية بكل قطعة على أرض هذا الميدان . وغدا يعود المصريون إلى صناديق الاقتراع وهم فى قمة الاحباط وذروة الانقسام . يعانون من الحيرة فى الاختيار بين إعادة أنتاج نظام مبارك وبين إنتخاب رئيس ذو مرجعية إرشادية " دولة المرشد " .     لم يعد الموقف جذاباًً كما كان بل هو مأساوى فمن ذهب للأنتخاب من قبل كان على أمل وحلم وأنبهر بكونه لأول مرة يمارس دوره الديمقراطى ولكن بعد ساعات هو مجبر على أن يساهم إما فى إنقاذ ما تبقى من الثورة أو ان يكون له وجهة نظر أخرى . فمن الان علينا أن نعى جيداً قيمة أفعالنا لأنه لم يعد هناك فرص لتدارك الأخطاء ولن ننسى أن العواقب وخيمة بحكم التاريخ

ليست هناك تعليقات: